خطبة الجمعة القادمة 13 ديسمبر 2024 بعنوان : صناعة العقول وأثرها في بناء الإنسان ، للشيخ خالد القط
بتاريخ 11 جمادي الآخرة 1446هـ ، الموافق 13 ديسمبر 2024م
خطبة الجمعة القادمة 13 ديسمبر 2024 بعنوان : صناعة العقول وأثرها في بناء الإنسان ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 11 جمادي الآخرة 1446هـ ، الموافق 13 ديسمبر 2024 م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 13 ديسمبر 2024 بصيغة word بعنوان : صناعة العقول وأثرها في بناء الإنسان ، للشيخ خالد القط
ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 13 ديسمبر 2024 بصيغة pdf بعنوان : صناعة العقول وأثرها في بناء الإنسان ، للشيخ خالد القط
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 13 ديسمبر 2024 بعنوان : صناعة العقول وأثرها في بناء الإنسان ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:
صناعة العقول ، وأثرها فى بناء الإنسان
الشيخ خالد القط
بتاريخ11 جمادي الآخرة 1446هــ – 13 ديسمبر 2024م
“””””””””””””””””””””””””
الحمد لله رب العالمين، نحمده تعالى حمد الشاكرين، ونشكره شكر الحامدين.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز ((وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)) سورة النحل (78).
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم.
أما بعد
تابع / خطبة الجمعة القادمة 13 ديسمبر 2024 بعنوان : صناعة العقول وأثرها في بناء الإنسان ، للشيخ خالد القط
أيها المسلمون، فقد أكرم الله الإنسان بنعمة عظيمة، إنها نعمة العقل، حيث فضّله به على سائر مخلوقاته، فبه ندرك الأشياء، وعلى أساسه مناط التكاليف الشرعية، وليس أفضلَ من أن يهَبَ اللهُ عبدَه عقلاً راجِحًا، وتفكيرًا مُستقيمًا.
العقلُ، أيها المسلمون، قوةٌ وغريزةٌ اختَصَّ الله بها الإنسانَ، وفضَّلَه بها على سائرِ مخلوقاته، العقلُ قوةٌ مُدرِكة تقومُ بوظائفَ كبرى، من ربطِ الأسباب بمُسبَّباتها، وإدراكَ الغائِب من الشاهِد.
أيها المسلمون، ولقد وجّهنا الله تعالى، في كتابه العزيز إلى استخدام هذه النعمة العظيمة، وذلك من خلال الحثّ على التأمّل والتفكّر والتدبّر والنظر في السماوات والأرض وما فيهما، قال تعالى: ((قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ)) سورة يونس / 101. وقال🙁 (أفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)) سورة الحج / 46.
أيها المسلمون، إنّ الناظر والمتدبر في آيات القرآن العظيم، يجدُ أنّه اشتمل على عشرات الآيات التي تدعو إلى التعقّل، والتدبّر، والنظر، والتفكر، وما في معانيها. وقد ورد في صيغة الفعل: عقل، يعقل، نعقل، كما وردت ألفاظ مرادفة للعقل، نحو: اللبّ، الحلْم، والنهي وغيرها.
أمّا ألفاظ: الفكر، والتفكر، والعلم، والنظر، والتبصّر، والإدراك، والتدّبر، فقد وردت مئات المرّات، وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على أنّ للعقل شأناً كبيراً ومقاماً عظيماً في القرآن الكريم. فيكفي العقل مدحاً وشرفاً أنّه لم يذكر في القرآن الكريم إلا في مقام المدح والتبجيل والتكريم.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 13 ديسمبر 2024 بعنوان : صناعة العقول وأثرها في بناء الإنسان ، للشيخ خالد القط
أيها المسلمون، وهكذا فإن الإنسان تكمن قيمته ومكانته، من بنائه العقلي، ولذلك دعانا رب العالمين إلى إعمال عقولنا، كما دعانا إلى نبذ الجمود والتقليد، وبيّن أنّ من يغفل نعمة العقل فلا يستخدمها، فإنه ينزل إلى مرتبة دون مرتبة الحيوان، قال تعالى: ((إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ)) الأنفال / 22. كما قال في آية أخرى: ((وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)) الأعراف / 179.
كما بين لنا ربنا أنّ تعطيل العقل يؤدى بصاحبه إلى النار، قال تعالى: ((وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ)) الملك (10).
أيها المسلمون، إن أصعب بناءً في الحياة، هو بناء إنسان صالح، وأصعب ما في الإنسان من بناء هو بناء عقله، فلئن تبنى وتشيد مدينة كاملة، أهون ألف مرة ومرة من بناء عقل وفكر إنسان، لأن بناء العقول يتطلب مجهودات شاقة، وتكاليف باهظة، يتطلب تكاتف الجميع وأن تتحد الجهود بداية من الأسرة ومروراً بدور التعليم، ودور العبادات، ومراكز الثقافة، حتى وسائل الترفيه، يجب أن تراعى البناء العقلي للإنسان.
أيها المسلمون، حين نطالع سيرة ومنهج الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، نرى كيف كان يبنى عقول أصحابه صلوات ربي وسلامه عليه، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي مسعود رضي الله عنه قال: ((كانَ رَسولُ اللهِ ﷺ يَمْسَحُ مَناكِبَنا في الصَّلاةِ، ويقولُ: اسْتَوُوا، ولا تَخْتَلِفُوا، فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ، لِيَلِنِي مِنكُم أُولو الأحْلامِ والنُّهى ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ قالَ أبو مَسْعُودٍ: فأنْتُمُ اليومَ أشَدُّ اخْتِلافًا)) ، فيه إشارة جلية من رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيمة العقل.
بل انظر إلى حرص الصحابة رضوان الله عليهم أن يكونوا دائماً بعقولهم، فقد أخرج الامام أحمد وغيره بسند حسن من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ((أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ ذكَرَ فتّانَ القُبورِ، فقال عُمَرُ: أتُرَدُّ علينا عقولُنا يا رسولَ اللهِ؟ فقال رسولُ اللهِ ﷺ: نعمْ، كهَيئتِكم اليومَ، فقال عُمَرُ: بِفيه الحَجَرُ!)) كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يزًكى صاحب العقل والحلم كما أخرج مسلم في صحيحه، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ((أنَّ النَّبيَّ صلّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، قالَ للأشجِّ العَصريِّ: إنَّ فيكَ خَصلتينِ يحبُّهما اللَّهُ: الحِلمَ، والحياءَ)).
تابع / خطبة الجمعة القادمة 13 ديسمبر 2024 بعنوان : صناعة العقول وأثرها في بناء الإنسان ، للشيخ خالد القط
أيها المسلمون ولا يفوتنا هنا ونحن نتحدث عن بناء العقول، أن نذكر أبرز مظاهر نظرة الإسلام لبناء العقل الإنساني، مثل:
– قيام الدعوة إلى الإيمان على الإقناع العقلي. فلم يطلب الإسلام من الإنسان أن يغلق الباب على عقله دون تفكير أو تدبر. بل دعاه إلى إعمال ذهنه وتشغيل طاقته العقلية في سبيل وصولها إلى أمور مقنعة في شؤون حياتها، قال تعالى: ((كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)) سورة ص (29).
– كذلك لم يجبر الإسلام العقل على الإيمان، وإنما ترك له الخيار بين الإيمان والكفر. قال تعالى: ((وَقُلْ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُم فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ)) سورة الكهف (29).
كما ذم الإسلام ذلك العقل الذي يقلد دون أن يُعمل ذهنه، وحذّر من التقليد الأعمى، قال تعالى: ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ)). سورة البقرة (170).
تابع / خطبة الجمعة القادمة 13 ديسمبر 2024 بعنوان : صناعة العقول وأثرها في بناء الإنسان ، للشيخ خالد القط
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، ولقيمة ومكانة العقل بالنسبة للإنسان أمر الإسلام بالمحافظةُ عليه، كما نهى عن كل ما من شأنه يؤثر في العقل بزوال أو ذهابه، لذلك حرّم الاسلام شرب الخمر، والمخدرات وما على شاكلتها بل وحرم كل مسكر، بل وامتد التحريم إلى الكمية التي لا تسكر منها فقال عليه الصلاة والسلام، كما عند ابن ماجة بسند صحيح من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ((ما أسْكرَ كثيرُهُ فقليلُهُ حرامٌ)).
كما لا ينكر أبداً دور العلم فى بناء العقول، قال تعالى ((يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)) سورة المجادلة (11).
اللهم أحفظ علينا عقولنا واحفظ مصرنا من كل مكروه وسوء
كتبه: الشيخ خالد القط
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف